يظن المتعصبون أن المرأة المسلمة تلاقي ويلات القهر والاستعباد في المجتمعات العربية، وهذه أحد الأسلحة التي يستخدمونها للهجوم على الإسلام ووصفه بدين يصادر الحريات ويزدري من شأن المرأة ويحقرها.
وقد حاولوا تشكيك المرأة المسلمة في دينها، فصوروا لها أن الإسلام يريدها سجينة وأن سجانها هو هذا الزوج الغليظ الذي يتحكم في كافة الأمور، ومن ثم سمح ببعض الأشياء أو لم يسمح. ثم أثاروا العديد من الشبهات حول تعدد الزوجات والطلاق في الإسلام وميراث المرأة طبقًا للشريعة الإسلامية، مما دفع بعض الجهلاء إلى المناداة بتطبيق أمور تخالف ما أمر به الله – سبحانه وتعالى – ورسوله صلى الله عليه وسلم. بل أن بعض الدول الإسلامية – للأسف – قد تبنت هذه الأفكار، وأصبحت تساوي بين الرجل والمرأة في الميراث وحرمت تعدد الزوجات، ونسوا هؤلاء أن الحكمة الإلهية قد اقتضت ذلك وأن على كل منهما – الرجل والمرأة – وظيفة منوطة به لكي يتحقق بذلك الترابط بين أفراد المجتمع.
فالمرأة هي نصف المجتمع وهي التي تحمل على عاتقيها تربية النصف الأخر، وهي الأم والأخت والزوجة والابنة، وهي السكن الذي يأوي إليه الزوج يقول عز من قائل: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً .
ومن العجيب أن أخر وصايا الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وسلم – قبل وفاته كانت (ألا فاستوصوا بالنساء خيرًا)، كما قال (رفقًا بالقوارير)، وقال أيضًا (اتقوا الله في نسائكم فإنما هن عوان عندكم). فهذه أحاديث توضح قيمة المرأة ومكانتها ومنزلتها عند أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم.